دراسات روايات

قصص

شعر صاحبة الموقع

خاص 

فرنسية فن تشكيلي قصص شعر

مختارات 

Bookmark and Share
       

رواية على الجدار لحليمة زين العابدين

قراءة  

الأستاذ: جمال الفزازي

رواية على الجدار

من حوارية الربيع العربي إلى خريف الأنا
 

يأسرك الغلاف فتستدرجك جمالياته إلى تأمل بحره العاصف، ونوارسه الحائمة، وفناره في العمق منتصبا في انتظار ملاح قد يكون سندبادا أسرته آلهة البحار أو إلها نسيته الأساطير في لججها أو، ببساطة، قارئا مفترضا، عليه أن يرسو في أمان، ليكتشف عالما حكائيا ممتعا، يضاعف دلالات الصورة وتيماتها، ويعيد إنتاج الأسئلة الوجودية حول الحياة والموت، الأنوثة والذكورة، المتعة والفكر، الحرية والعبودية، الواقعي والخيالي...
ولا شك أنك حين تفرغ من قراءة النص، ستستنتج أن الغلاف ليس عتبة أمامية لدخول الرواية، بل شرفتها الخلفية المنفتحة على فضاءات البحر، المشرفة على فضاءات التخييل والافتراض والحلم.
هكذا، تكون الصورة قناعا متعددا، إذ تخفي اللوحة والكون الفني لمبدعها، وتسر اختيارات الكاتبة الجمالية، وتؤشر على المحكي.
ويمكن اعتبار النورس بؤرة الأثر الأدبي. يقول السارد: (حكت له أسطورة النورس، وكيف كان في الأصل زوجا إنسانا. المرأة تدعى ألسيون، وزوجها سييكس. وكانا عاشقين حد الفناء. ذهب زوجها في مهمة كلفه بها الإله زيوس عبر البحر... لم تكن تعلم أنه غرق في الموج، وبقيت هناك من غير أكل ولا شرب حتى فني منها اللحم والعظم. رقت لحالها الآلهة، فحولت بقاياها إلى نورس أنثى، وحولت جثة زوجها الطافية فوق الماء نورسا ذكرا... حكت له قصصا كثيرة). ص122
*من التي تحكي؟...
حليمة الكاتبة المفترضة تحكي للمتلقي المفترض، ونفيسة يخلف تحكي للبحار المعشوق في الخيال والحلم، والنورس الأنثى تحكي للنورس الذكر. ثلاث حكايات متوازية. تتطابق حينا، وتتمايز أحيانا. تشترك في تيمة الحب وتختلف في زاوية النظر إليه.
لست معنيا بالبحث عن نسبة حضور الفاعل السيري في الرواية، لأن السيرة، في حد ذاتها، شكل روائي محكوم بميثاق وهم المطابقة مع العالم الخارجي، يتحول معها القارئ إلى باحث في التاريخ والسياسة والاقتصاد، وقد يجد نفسه يقوم بدور الشرطة القضائية في استقصاء المذكرات واليوميات الشخصية للكاتب لتأكيد فرضيات ذات مقصدية ملتبسة، إذ من نافلة القول التأكيد على أنه لا تخلو رواية من ملمح سيري، مادام الكاتب يكتب بأصابعه وجسده، ورهان القراءة يتمثل في الاشتغال على المتخيل المتجسد في اللغة والأسلوب.
*ماذا حكت؟
حكت نفيسة يخلف كيف نشأت يتيمة الأم، منذ طفولتها، تعهدها الأب الشهم بالتوجيه الديني والتعليمي والمحبة والرعاية، لكن غيابه المتواصل بسبب العمل سائقا، أشعرها بالحرمان من الأمومة، رغم المحبة التي كانت تغمرها بها زوجته.
لما بلغت المراهقة، اكتشفت جسدا غريبا محجوبا عنها بوعي زائف غذته الأساطير الجنسية. ودون نضج كاف، زفت إلى زوج مثقف ناضل من أجل حرية الشعب، لكنه داس على حريتها الذاتية، وأنوثتها، فكان الطلاق حتميا. زواج لم تجن منه غير ابنها سعد تواصلت معه بحب فائض، ففتح عينيها على عالم الحاسوب والافتراض، ثم مات شابا لتتحول حياتها نحو المأساة.
كما حكت نفيسة تضامنها مع حركات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن... جاعلة من العالم الافتراضي واجهة نضالية قومية من أجل الديمقراطية.
وبموازاة ذلك، شاركت -مغربيا- في مظاهرات عديدة من أجل حرية المجتمع وكرامة المرأة، وواجهت عنصرية الحركة السلفية واستغلالها الدين لأغراض سياسية انتهازية، وتعاطفت مع حركة 20 فبراير من أجل إصلاح الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، دون إسقاط النظام الملكي.
وفي مجال عملها الإداري، لاحظت نفيسة كيف أن المحيط الفاسد هو ما غير المدير، من يساري تقدمي إلى موظف رسمي مستبد. كما كان انتزاع الاتجاه المحافظ للسلطة في العالم العربي سببا في إحساسها بفشل ذريع كاسح، حاولت أن تتجاوزه باللجوء إلى صديقة قديمة سعاد غير أنها وجدت هذه الأخيرة تجتر جراح تحرش جنسي، وابتزاز من طرف صديق افتراضي/واقعي خرب توازنها النفسي ونسق أسرتها.
وبذلك، يكون الإخفاق العاطفي والسياسي قد جرفها إلى جدار لم تجد منفذا منه غير البحر، حيث باتت تنتظر حتى حملت الأمواج رجل البحر إليها، فحضنها وشاركها مأدبة حب، في تفان عشقي خارج جدار المجتمع.
*الجدار في النص: هو كل ما يحد الشخصية فيزيقيا، أو يعيق تحقيق موضوع رغبتها في الحياة، ويجهض أحلامها في الوجود.
وتعتبر نفيسة ذلك القناع الذي يخفي أصواتا متنوعة، تخترقها إيديولوجيات شتى ذات مرجعيات متباينة كصوت الأسرة والمدرسة والعمل والشارع والشعر والنثر والمعلوميات والمخزن... لذلك، يضعها السارد أمام جدارات متعددة مادية ورمزية، لكنها في نهاية التحليل تؤول إلى جدار واحد هو مدار الحكي وبؤرته: كل ما يحول دون اتحاد النورسين والعاشقين...
-أولا/ جدار الإيديولوجيا: الإيديولوجيا قناع لمصالح فئوية إذا نظرنا إليها في إطار مجتمعي آني. وهي نظرة إلى العالم والكون إذا نظرنا إليها في إطار التسلسل التاريخي (2) فهي هنا وهم فئوي أو طبقي وفي نفس الآن وسيلة لتحقيق التواصل الإنساني وشكل ثقافي لإنتاج المصالحة مع الذات والعالم.
وفي معرض استعراض الرواية للأحداث المتعلقة بالمجال السياسي والاجتماعي في البلدان العربية المصطلح عليها بالربيع العربي نستنتج حوارية أصوات وخطابات إيديولوجية متعددة منها:
-الخطاب السلفي المتطرف المتمثل في (أعداء العقل، شيوخ فتاوى إرضاع الكبير) ص12... (الأوصياء على الناس ومعتقداتهم) ص10 وهو خطاب يسلب المرأة وعيها بالحرية ويجعلها تقف (بشراسة تدافع عن التعدد وعن الهجر في الفراش، وزواج القاصر، وفرض الولاية على المرأة ولو كانت برلمانية أنابتها عنها الأمة لتحافظ على حقوقها) ص22 تتحول إلى شيء معلب في (جلابيب سوداء لا عد لها مصطفة، متلاحمة، كأن خطاها النمطية مشهد من رعب صيني أو جيوش نمل مجنح تمنع الشمس عن شوارع البيضاء) ص22 عاينت نفيسة هذا الخطاب في شوارع البيضاء ومواقع النت والشاشات التي كانت تعرض زحفه سارقا الثورة الربيعية من الشباب في تونس وليبيا ومصر واليمن والمغرب. واجهته بالتظاهر في الشارع وعبر الفايسبوك. وهو اتجاه استئصالي يريد استنساخ النظام الأفغاني، وإعادة المجتمع والإنسان إلى الماضي وسلب عقلانيته.
-الخطاب الثوري: المعبر عنه في إيديولوجيا التغيير الجذري بإسقاط النظام المستبد الحاكم، يجسده شباب الربيع العربي في تونس واليمن ومصر خاصة، ومن علاماته: قيس والشعب المردد لأناشيد الحياة للشابي ونشيد لما يبقى القلب... (والشيخ إمام) و(ارحل) و(الشعب يريد إسقاط النظام) و(بنعلي هرب) ومراسلات بشير عثمان الحقوقي في اليمن. وقد تماهت نفيسة مع هذا الخطاب حين تعلق الأمر بالمشرق العربي، في بداية فوران الثورة، وبحماسة مفرطة تؤكد ها هي الثورة في تونس تتحقق ضد القهر والاستعباد والبطالة وغلاء المعيشة والاحتكار والمسؤولية، إنها ثورة شعب بكامله) وتضيف (يستقيل الرئيس المصري حسني مبارك. وقد أخذ درسا في الديمقراطية). ويمثل هذا الخطاب كل من الشاعرة التونسية لميس والمناضل المصري اليساري ابن الثورة إمام وساد... وهو خطاب يتبني شعار الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، يضم تيارات من الاشتراكيين والإخوان المسلمين والعلمانيين والحقوقيين، ما يوحدها هو: إسقاط الديكتاتور، دون أن تسند الاحتجاجات أي نظرية سياسية-اقتصادية في الثورة.
-الإصلاحي: تجسده نفيسة التي تحولت من الحلم بالثورة الماركسية إلى المطالبة بالإصلاح، بدفاعها عن الملك: (لا تتصور في بلدها بديلا عن الملكية... تحب الملك وتخاف رفع الصوت) ص31 لأنه شاب حديث العهد بالحكم، تحتفظ بصورة مقدسة عنه، منذ أن زار مدرسة ابنها وقبله، ولأنه بادر بإصلاحات سياسية واقتصادية، وتخشى أن يفسده المحيطون به من ذوي النفوذ، مستشهدة بمديرها في العمل، وكيف حوله المحيط الإداري الخنوع إلى مستبد. لها وعي حقوقي إصلاحي يستهدي ببعض المواثيق الحقوقية الدولية، كإلغاء عقوبة الإعدام والمساواة بين الجنسين... ويمثل تيار من حركة 20 فبراير هذا المنحى. يقول عبدو –زميل العمل- (البلاد تلزمها ثورة شعبية كفانا ترقيعا) ص82 وذلك لفرض (فصل حقيقي للسلط، لفصل الدين عن السياسة، لفصل السياسة عن الاقتصاد...) ص82 و(بناء دولة مدنية) ص85. لكن لثورته سقفا هو الملكية البرلمانية. في حين تؤمن زميلتها شادية بالإصلاح العميق طويل الأمد (حين يمتلك الشعب وعيا بمواطنته، إذاك يمكننا الحديث عن الملكية البرلمانية) ص84، كما نجد الفيلسوف يزن في اليمن إصلاحيا وطنيا ينبذ التفرقة العصبية والمذهبية.
**توجد خطابات متوارية في الرواية، كالخطاب الرافض الذي لا يفصح عن نواياه، ويكتفي بالرفض مثل محمد –زميلها في العمل- يقول ساخرا من تأسيس المجلس الاقتصادي (هههه، أي مجلس؟ إنه مجلس ميت في مهده... ماذا قدمت المجالس التي عينها الملك قبل هذا المجلس؟ هههه) ص79... ويغيب الخطاب الأمازيغي في الرواية، رغم حضوره اللافت لدى تيار في حركة 20 فبراير، وذلك، بسبب تضخم الخطاب القومي لدى نفيسة يخلف. وهناك خطاب المؤامرة الخارجية لدى عبدو الناتو هو من هندس لمقتل القذافي، ومن يسمون أنفسهم بالثوار استلموا الجثة جاهزة للتمثيل بها وهي عادة شرقية ص85. دون أن ننسى الخطاب النسائي-الأنثوي المتواري خلف السياسي، لكنه سيخرج من القمقم ليعبر عن نفسه بحرية عبر المتخيل الحلمي في الجزء الأخير من الرواية. ويمكن استجلاء خطاب الشباب والإدارة والعرف... الخ
نستنتج أن الجدار السياسي، بالنسبة لنفيسة، يتمثل في الخطاب السلفي أساسا، لأن الخطاب الثوري في المغرب يكاد يكون غائبا لغياب تيار سياسي يسترشد بنظرية في الثورة، ذات رؤية فلسفية وإستراتيجية مجتمعية واقتصادية وسياسية وثقافية واضحة. ويبدو التناقض واضحا في إيمان الشخصية بالديمقراطية على نمط الديمقراطيات الغربية، دون تجريد الملكية من المسؤوليات السياسية الموروثة، كما هو معمول به في الملكيات الغربية. فهي تنزه الملكية عن تحمل تبعات الفساد في البلاد، وعن المساءلة، رغم كونها مسؤولة عن السلط التشريعية والقضائية والتنفيذية والدينية. بل الأدهى، هو اعتقادها أن محيط الملك هو سبب الفساد، جاعلة الملك خارج بنية الدولة التي هو مسؤول عنها... أما اعتبارها مدير العمل معادلا موضوعيا للملك فليس ملائما، لأن المدير -على خلافه- محاسب أمام القانون.
إن نفيسة شخصية انفعالية متحمسة، عاشت عنفوان الاحتجاجات والتظاهرات العربية، وهي تحلم بغد أفضل، لكن سرقة المحافظين الثورات من الشباب جعلها تصاب بالإحباط.
لم تكن السياسة حرفة تتغياها، ولا هدفا انتخابيا، بل خلق توازن مع الذات والآخر برابط رمزي: النورس/الحب... ويؤكد السارد نفس تيمة /الانفصال، حين يشير إلى أن نفيسة مسكونة بشخصين متعارضين أحدهما خجول مكبوت صارم، والآخر في الواجهة (شاخ وأصابه الوهن... والثاني حر وبلا قيد ينتظر فرصته لإعلان التمرد) ص10. لذا، أخلص إلى أن نفيسة كانت تتظاهر بشخصيتها السياسية، التي لم تكن سوى قناع يقمع ويكبت الشخصية الثانية: نفيسة–المعشوقة العاشقة.
ثانيا/ جدار اللاحب: يتمثل الحب في أشكال وقيم وممارسات شتى... ذلك أنها أحبت الله كما أحبه أبوها، إله الرحمة والمحبة والغفران، لا رب القتل والترهيب الديني، أحبت أمها فخذلتها بموتها، أحبت ابنها سعد فمات أيضا يافعا، لأنه حين يشبه الابن أباه بشكل قوي، فإنه لابد أن يموت عاجل -3- هكذا قرأ السارد لاشعور نفيسة، ما دام الابن يحمل لوثة أبيه وجرثومة المناضل السياسي القاتلة. كما أن موته يجسد اغتيال لصوص السلفية لثورة الربيع العربي... لقد كانت ترى فيه مستقبل بلد بأكمله. لذلك، ستحاول إحياءه على مستوى العالم الافتراضي بتحوير الدال –سعد- إلى ساد لأنها كانت ترى فيه نموذج المثقف العضوي- الافتراضي، لكنها، فشلت في استنساخه. وبموته تكون دفنت الكتابة والرغبة في الحياة. ولم يبق لها سوى الاحتماء بالجسد. إذ لم يعد لأي شيء طعم، سوى ملوحة الدمع وأنات جريحة ص109، لذلك، استدعت البحر لسفر نحو الأعماق بمتعة مؤلمة حيث الأنا المنتشية بسحق أناه ص129 بحثا عن رجع لتلبية نداء الأعماق والتسامي به من الجسد الحرام إلى الجسد الأسطوري المقدس، وبالتالي، بعث أسطورة النورس.
لقد اكتشفت في البحر وجودها الجنسي والنرجسي، رأت فيه امتدادا لجسدها، ومحررها من خيبات اليابسة. إنه الطهر الروحي والصفاء النفسي ونضرة الشباب، فقد أهداها رجل البحر قارورة عطر، أشعرها بعطر الأنوثة وماء الحياة وبراءة الأطفال والحلم الرومانسي الدفين. شاركها الأكل والشرب كتعبير عن تحمل المسؤولية المشتركة والحب المتبادل: إن الحب ليس سرا وسحرا وشعرا فحسب، بل هو أيضا حياة مشتركة وجهد متآزر ومسؤولية متبادلة (4) ولقاؤهما ليلا يكشف أن الحب لم يكن في الواقع بل في الحلم، لأن انفعالات النهار هي التي تولد أخيلة الليل (5)
هكذا، قتلت شبح الزوج، من خلال رجل البحر القوي الجميل، القرين المنقذ من ظلال السياسة وضلال السلطة. وأن تعشقه معناه أن تعود للحب الفطري الطبيعي الأول المنسي في طفولة مقبورة... وإحياء المرحلة المرآوية في بناء الشخصية، مرحلة تسعى فيها الذات إلى ترميم شظاياها وتوزعها عبر مرآة الآخر، بما يحقق لها وحدة وجودية كلية موهومة (6). كان الحب الحرام في المرحلة السياسية نتيجة احتراق الشخصية بسهم كيوبيد ثم انتقل إلى ماء النورس، فكان البحر بديل النار، وجسرا وهميا للارتقاء صوفيا في مدارج متعة استحالت عليها في الواقع الاجتماعي، ساعية إلى تخليد أناها واستعادة نرجسيتها التي دمرتها شمس السياسة.
*كيف حكت؟ ...
لعل الرؤية الجمالية التي تحكمت في الرواية تتمثل في الإيقاع الدلالي المبني على التقابل والتشابه. ويتمثل التشابه في تكرار دوال ووحدات معجمية حرية وحب... أو تراكيب نحوية... وصيغ صرفية. كما تتجلى التشابهات في نظائر وأنساق مثل بنية الحياة التي تتضمن النورس والعشيقين والعطر ورجل البحر والبحر... الخ. أو في بنية الموت التي تشمل نظائر الأم والابن والربيع العربي والسلفية... الخ أما التقابلات، فتنكشف بانتقالنا عبر فضاءات الرواية من فضاء الموت إلى فضاء الحياة، من العالم الواقعي إلى الحلمي، من النثرية إلى الشاعرية... من الحوارية إلى السرد الوصفي... من متطلبات الخارج واقعا ومجتمعا إلى مطالب الداخل حبا وحرية... من الجماعة والآخر المتعدد إلى الأنا والذات المتوحدة... من شمس العقل السياسي-التاريخي إلى ليل الرغبة الجنسية... من الربيع العربي إلى خريفه... من الزواج إلى الطلاق... من اليابسة إلى البحر... من العالم الذكوري إلى الكون الأنثوي... من نار كيوبيد إلى ماء النورس، ومن الفراغ إلى الامتلاء.
نستخلص مما سبق، أن الرواية تضيء جدار السياسة وإيديولوجيا السلفية المغلقة، الذي قاد نفيسة إلى الفشل في مجال الأسرة والعمل والمجتمع والإخفاق وطنيا وقوميا، ودمر شخصيتها الأنثوية، وفكك جسدها شظايا، فانكفأت على أناها المشروخة تتأمل أمواجها كي تنقذ ما تبقى من الجسد حتى لا يتغور في المرض النفسي، وتعيد المعنى النبيل للسياسة، كي لا يضيع البلد في الفوضى. هكذا، تكون حققت نظرية المرآة باتحادها في ذات المعشوق كالنورسة، لإعادة بناء السياسية بالحب، لأن (الجسد بلد) ص130... فهل ستكون لحظة حلم مركبا لمراجعة الذات والآخر وركوب الحياة برؤية جديدة، أم مركبا للغرق في الجنون؟
**الإحالات:
1/ -أ- على الجدار: (رواية) حليمة زين العابدين – كلمات للنشر والطباعة والتوزيع، ط 1، تمارة، المغرب.
-ب- كل الجمل الواردة بين قوسين مجتزأة من الرواية. أما الموضوعة بين مزدوجتين فتحيل على مراجع نقدية.
-2/مفهوم الإيديولوجيا. عبد الله العروي. ط1. ص53. المركز الثقافي العربي. الدار البيضاء.
4-/مشكلة الحب، زكريا ابراهيم، مكتبة مصر، مصر، ص211
-5 مشكلة الحب ص205
-6/ الغرابة- شاكر عبد الحميد. عالم المعرفة ع384/ س2012. الكويت

جمال الفزازي  / المغرب

محور جميع الروايات

 3. على الجدار/ قراءات

جميلة السيوري
ذوات تتوق للتمرد
 
عبد العزيز العبدي
نبش على الجدار
علي بنساعود
لو يصلنا هذا الربيع
خديجة شاكر
 من الوهم إلى سكينة الحب

عبد العاطي جميل
تقميشات على الجدار
 
جمال الفزازي
حوارية الربيع العربي
رشيدة لكحل
 الحلم والبحر
 
الاتصال

 

Conception _ Création _ Desisgn: Halima Zine El Abidine