دراسات روايات

قصص

شعر صاحبة الموقع

خاص 

فرنسية فن تشكيلي قصص شعر

مختارات 

Bookmark and Share
       

دراسات//  كاتب وإبداع
 

عمر علوي نسنا، والمرأة في كتاباته

حليمة زين العابدين

عمر علوي نسنا

كل كاتب يسأل لماذا تكتب؟ يجيب بمعنى أو بآخر: أكتب لأَحْيَى. وهو يكتب ليبقى قيد الحماقة، يكتب حتى لا يضيع منه، الطفل الذي كانه، طفل يضعه دائما في تلك الحافات ثم بضحكة غريبة يدفعه للسقوط ليختبر ادعاءات أجنحته. إنه كاتب لا يغريه الخلود وقد ترك وصيته:"اكتبوا على قبري: هنا لا يرقد أحد. حياته كانت مجرد مزحة. الموت هو أصدق حقيقة وفي كثير من كتاباته يشتهيه، ويشتهي الصمت. الصمت وحده بالنسبة له، يمثل ذلك الاحتجاج الوجودي الكبير الذي نخونه بفتح أفواهنا مذيعين التعبير في حين أننا نحشو فم الحقيقة بالتراب.
ألا تفكر في الخلود يا عمر؟  يجيب إذا أمكنكم أن تقطعوا جسدي ، ثم تدفنوا كل جزء في قبر فافعلوا... يسأل: ماذا يعني الموت لك؟ يجيب: أشغل نفسي بالحياة، لقد بدأت عمري من آخره ونحو الطفل أكبر. يضيف: علاقتنا بالموت، مثل علاقة الزهور التي توضع على القبر، إنها تدفع ضريبة الإخلاص لفكرة لا تخصها.
إنه عمر علوي نسنا، "مبدع"، صفة بحق تحتويه، هو المتعدد أصناف الكتابة وأجناسها يستعصي على الحصر في خانة كتابة محددة. هو ذاته لا يعرف إلى أي الأجناس الأدبية يتنمي، هو المؤمن بكتابة مخصبة، سارقة ومختلسة. كتابة تشبه قُبلة عنيفة تهب دون إنذار، تتقتلع كل أغراسنا البالية والمسننة... لم أعرف عمر علوي نسنا عن قرب ولا عن بعد، في لقاء شارد بمعرض الكتاب تبادلنا التحية ذات يوم، ولكني عرفته من خلال كتاباته المتعددة والمتنوعة والمتداخلة الأجناس الأدبية بلا فواصل، شعر سرد وقصة شعر، رواية شذرات وشذرة معناها في شساعة رواية. عرفته من  خلال منشوراته الورقية: خبز الله، وصايا الشيطان، خربشات طفولة معاصرة، أنا مؤقت أنا، خارج التغطية، مراجعات سردية، وحطب لا تشتهيه النار. عرفت أنه شاعر وقاص وروائي وكاتب شذرة، وأيضا كاتب مقالات في جريدة اليوم المغربية، وربما في جرائد أخرى ومجلات لم أطلع عليها، من كتاباته عرفت أنه كثير الحزن، حزنه عميق ودفين، وأنه كثير الشك كثير السؤال. فيلسوف يكتب سردا ويكتب شعرا، و"لا يقبل بسهولة وجبة المعنى تنزل إليه من السماء أو كما أنبتتها الأرض"، هذا ما يقول عن نفسه ويضيف في إحدى قصائده...
بحار (هو) لا يشتهي من البحر حوتا، بل رياحا وامرأة لا تخون.
 وعن هذه المرأة في كتابته المتعددة والمتنوعة سيتكلم لنا عمر علوي نسنا، سيتكلم عن تلك المرأة الأكثر إنسانية من الرجل، وعن النساء المؤدبات والنساء الثائرات والنساء الجادات والنساء اللواتي يُلبسن الدخان أثواب الراقصات... نساء كثيرات بين دفتي كل كتاب مؤلفاته الكثيرة...


كلمة تقديم ألقتها حليمة زين العابدين في تظاهرة: "المرأة في الإبداع"، الثامن مارس 2014 بمؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب بسلا. موضوع محاورة كاتبة لنساء نصوصها السردية. وحديث كاتب عن الشخصيات النسائية في إبداعه.

حليمة زين العابدين / المغرب

 

Conception _ Création _ Desisgn: Halima Zine El Abidine