اختيار
(قصة قصيرة)

أشياء في الحياة تلاحقنا، لا يمكن
الهرب منها... قليل اخترناه والكثير اختارنا. بعد مضي الوقت لا
نعود ندري ما هو القدر وما هو الإرادي. أعباء نحملها، يثقلنا
وزرها. ننحني لها... فإما تأخذنا في دوار التدحرج، لا نفيق منه إلا
ونحن في عمق هوة اللاعودة... أو منها نهرب في ما يشبه الحلم، إلى
ما اعتقدنا انه اختيار وأنه إرادة... ولكن العبء الأزلي يكون
أكبر... من علو ، يدحرجنا إلى السفح، إلى الأسفل... *** عرفت منتهى الحلم ... عشت لذيذا وجميلا، روعة الهرب من السفح...
وفي عمقي أدرك أنها استراحة، لا أدري مدتها...أكيد لم تكن غير لمعة
ضوء في بحر من قتامة امتدت في الزمان والمكان... و إن أخذ الحلم
غده فأنا سعيدة ... ارتشفت لحظاته حتى آخر نقطة في قعر الكأس
منه... أنساني ما مضى، ويستوطنني، فلا افكر فيما بقي ولا انشغل
بما سيأتي... _ أنت أضعت هذا الحلم؟ _ الحلم أتاني وما اخترته، ولكن الابن أنا اخترته...
يمكن للحلم أن يراوغ... أن يهادن... أن يستمر رغما عن موت... ولكن
ما نسج من كبد لا يراوغ لا يهادن، إن لم نرعاه يمت... ولا نقوى
على تحمل فقد الكبد أو مجرد جرح فيه، كان بوعي منا أو بغير وعي.,.
فليكن حلمي فداء له لأحميه. *** فيا بني.. ليتك تدرك يوما ما جعلته لك فداء... إن لم تدرك..,
سامحتك، فتلك هي الحياة...

حليمة زين العابدين / المغرب
|
|
|