وقلتَ: أنا آت...
تلك الأغنية سنستمع لها سويا...
هيأت البوفيه...
كفيار...
سمك مشوي وجبنة فرنسية
***
على جنبات غرفتي نثرت أقحوانا...
استبدلت ماء المزهرية ووردها...
أوقدت الليلة شمعة من برشلونة،
كنت أحضرتها...
فتحت زجاجة الفلنتين...
بطاقتها السوداء احتضنت عرقها
لا أدرى كم عمرها...
وجلست، أصغي السمع...
خطو يحادي جنينة البيت
قد يكون خطوك.
أرى ظلا يحمله ضوء مصباح الشارع
يتسلل من بين أغصان شجرة النرج
وَهْمٌ... لا... ليس ظلك
كان القمر مكتملا
وكانت الطير على أغصانها تشدو
تغريدها، يُشعل وهجي
يضرم النار بقلب جف العود اليانع منه
لقد صار الحطب...
تغرد على بقايا رماده
نشيد ليلٍ أضاع صباحَه وعشقَ خمرة نشربها معا
على ناصية وهج شمس
تعانق البحر... تقبله شجنا
من خوف الغروب
***
ملأت كاسين... واحدة لك والثانية لي
رحلت عبر الأزمنة
جعلت عمري زمانَك
آه... وما أحرها هاته الآه
في مدِّها النار تتقد
شربت ثمالة قدحي
آه .... آه... وكأسك تنتظر
***
ذبلت الشمعة.. خفت ضوؤها... انطفأت...
فرغت العلبة... شربت دخانها كله...
تناثرت وريقات الورد... جف الماء بالمزهرية
ما أتيتَ...
***
أسمع الأغنية وحدي...
جريحة كلمة وحدي...
مُرٌّ هذا الكأس لا شريك له...
أشرب...
أشرب نخب هذا الحب حاصره الصمت...
آه... وآه
صدري مثار زحف خيول تدوسُه...
وأنا انتظار
الشراع مزقه الموج
المجداف انكسر
أكتب على ناصية الليل وهني...
أسمع
الأغنية وحدي
