1.
حينما تعبر دربي،
أحمل الظلام في قلبي سراج
عاقدة كفي على صدري
فيتوارى شبح الغريب
يحيرني وجهه المستريب.
حينما تعبر دربي
تجري سنابكك الخضر
على أطراف ليلي.
من أطلق المهرة الجامحة؟
من حملها ما حملته الريح للأزهار؟
تروعها أشباح وصهيل وخطى قصار
وبين الحنايا رؤى
تشرق في سماوات الانتظار.
2.
قلبي الآن على مرمى من ذراعي
ينزف حبا في أوردتي
وعلى الضفة الأخرى
بعض بقايا من ذاكرتي
يهجع الصمت على خافقي
فمر أيها النوم فوق عيني
أحضن خوف جفوني
فأنا أعرف أنك في
وفيك بعض جنوني
وأني فيك بكل شجوني.
3.
لسيدة أسرجت حلمها اللولبي
تعزف لحن السلام للأرض
تبكي على صدرها الغض،
كل النساء في زمن السبي،
في زمن العنف الملفع بالرعب.
فمن رمى جسد النخلة؟
من احتجز السعفة؟
من جردها من الثوب ودفئه؟
من أوقفها على شفا حفرة عاريه
غير أفئدة مطفأة؟
مرت عليها سنابك خيل متوحشة...
4.
في إحدى الغرف المنسية
كانت مشدودة إلى جداتها القديمات،
يكشفن أنوثتها كل جمعة مقدسة،
و كانت و هي لم تكمل الثالثة عشرة
صبية،
نبيلة، حزينة
كقديسة...
لم تعرف سوى ظلال وجوههن...
منحنيات على جسدها النحيل،
العاري، و البارد كشجر.الصفصاف...
نساء شاحبات،
غامضات العمر،
رماديات النظرات...
يحدقن طويلا في مكمن بكارتها...
كتماثيل باردة...
